قصص رائعه " دهاء العرب "

في بعض الاحيان ...
تأتي علي الانسان لحظات يحن فيها لاسترجاع ماضيه المشرف والتمتع بقراءه قصصه الجميله التي وردت عن العرب ودهائهم . 
وفي هذا الموضوع سوف نستعرض بعض من هذه القصص الرائعه : 


قصص رائعه
دهاء العرب

القصه الاولي : بين الملك وغلامه .



حكي أن بعض الملوك طلع يوما إلى أعلى قصره يتفرج فلاحت منه التفاتة فرأى امرأة على سطح دار إلى جانب قصره لم ير الراؤون أحسن منها فالتفت إلى بعض جواريه فقال لهم : لمن هذه ؟ فقالت إحداهن : يا مولاي هذه زوجة غلامك فيروز .. قال : فنزل الملك وقد خامره حبها وشغف بها فاستدعى بفيروز .

وقال له : يا فيروز .

قال : لبيك يامولاي .

قال : خذ هذا الكتاب وامض به إلى البلد الفلانية وائتني بالجواب .
فأخذ فيروز الكتاب وتوجه إلى منزله فوضع الكتاب تحت رأسه وجهز أمره وبات ليلته فلما أصبح ودع أهله وسار طالبا لحاجة الملك ولم يعلم بما قد دبره الملك .

وأما الملك فإنه لما توجه فيروز قام مسرعا وتوجه متخفيا إلى دار فيروز فقرع الباب قرعا خفيفا .

فقالت امرأة فيروز : من بالباب ؟
قال : أناالملك سيد زوجك .

ففتحت له فدخل وجلس .
فقالت له : أرى مولانا اليوم عندنا

! فقال : زائر .

فقالت : أعوذ بالله من هذه الزيارة وما أظن فيها خيرا .
فقال لها : ويحك إنني الملك سيد زوجك وما أظنك عرفتني .

فقالت : بل عرفتك يا مولاي ولقد علمت أنك الملك ولكن سبقتك الأوائل فيقولهم :

سأترك ماءكم من غير ورد * وذاك لكثرة الوراد فيه
إذا سقط الذباب على طعام * رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء * إذا كان الكلاب ولغن فيه
ويرتجع الكريم خميص بطن * ولا يرضى مساهمة السفيه

وما أحسن يا مولاي قول الشاعر :

قل للذي شفه الغرام بنا * وصاحب الغدر غير مصحوب
والله لا قال قائل أبدا * قد أكل الليث فضلة الذيب

ثم قالت : أيها الملك تاتي الي موضع شرب كلبك تشرب منه.

قال : فاستحى الملك من كلامها وخرج وتركها فنسي نعله في الدار .

هذا ما كان من الملك وأما ما كان من فيروز فانه لما خرج وسار تفقد 
الكتاب فلم يجده معه في رأسه فتذكر أنه نسيه تحت فراشه فرجع إلى داره فوافق وصوله عقب خروج الملك من داره فوجد نعل الملك في الدار 

فطاش عقله وعلم أن الملك لم يرسله في هذه السفرة إلا لأمر يفعله فسكت ولم يبد كلاما وأخذ الكتاب وسار إلى حاجة الملك فقضاها ثم عاد إليه فأنعم عليه بمائة دينار فمضى فيروز إلى السوق واشترى ما يليق بالنساء وهيأ هدية حسنة وأتى إلى زوجته فسلم عليها

وقال لها : قومي إلى زيارة بيت أبيك .

قالت : وما ذاك ؟
قال : إن الملك أنعم علينا وأريد أن تظهري لأهلك ذلك .
قالت : حبا وكرامة .

ثم قامت من ساعتها وتوجهت إلى بيت أبيها ففرحوا بها وبما جاءت به معها فأقامت عند أهلها شهر فلم يذكرها زوجها ولا ألم بها فأتى إليه أخوها

وقال له : يا فيروز إما أن تخبرنا بسبب غضبك وإما أن تحاكمنا إلى الملك .
فقال: إن شئتم الحكم فافعلوا فما تركت لها علي حقا .

فطلبوه إلى الحكم فأتى معهم وكان القاضي إذ ذاك عندالملك جالسا إلى جانبه.

فقال أخو الزوجه: أيد الله مولانا قاضي القضاة أني أجرت فيروزبستانا سالم الحيطان ببئر ماء معين عامرة وأشجار مثمرة فأكل ثمره وهدم حيطانه وأخرببئره .

فالتفت القاضي إلى فيروز
وقال له: ما تقول يا غلام ؟

فقال فيروز: أيها القاضي قد تسلمت هذا البستان وسلمته إليه أحسن ماكان .
فقال القاضي: هل سلم إليك البستان كما كان.

قال: نعم ولكن أريد منه السبب لرده.

قال القاضي: ما قولك ؟

قال: والله يا مولاي ما رددت البستان كراهة فيه وإنما جئت يوما من الأيام فوجدت فيه أثر الأسد فخفت أن يغتالني فحرمت دخول البستان إكراما للأسد .

قال: وكان الملك متكئا فاستوى جالسا

وقال: يا فيروز ارجع إلى بستانك آمنا مطمئنا فوالله ان الأسد دخل البستان ولم يؤثر فيه أثرا ولا التمس منه ورقا ولا ثمرا ولا شيئا ولم يلبث فيه غيرلحظة يسيرة وخرج من غير بأس ووالله ما رأيت مثل بستانك ولا أشد احترازا من حيطانه على شجره .

قال: فرجع فيروز إلى داره ورد زوجته ولم يعلم القاضي ولا غيره بشيء من ذلك والله أعلم .



القصه الثانيه : حوار بين الملك والرجل العجوز

كان في أحد الأزمان السابقة ملكاً و وزيره يتجولان في المملكة ، و عندما وصلا إلى أحد العجزة في الطريق دار الحديث التالي بين الملك و الرجل العجوز:

الملك: السلام عليكم يا أبي.العجوز: و عليكم كما ذكرتم و رحمة الله و بركاته.الملك: و كيف حال الإثنين؟العجوز: لقد أصبحوا ثلاثة.الملك: و كيف حال القوي؟العجوز: لقد أصبح ضعيفاً.الملك: و كيف حال البعيد؟العجوز: لقد أصبح قريباً.الملك: لا تبع رخيصاً.العجوز: لا توص حريصاً.

كل هذا المشهد دار و الوزير واقفٌ لا يفقه شيئاً منه، بل و قد أصابته الدهشة و الريبة و الصدمة.ثم مضى الملك و وزيره في جولتهم؛ و عندما عاد الملك إلى قصره سارع الوزير إلى بيت الرجل العجوز ليستفسر عن الذي حدث أمامه في ذلك النهار. وصل إلى بيت العجوز و مباشرة إستفسره عن الموضوع، و لكن العجوز طلب مبلغا من المال فأعطاه الوزير ألف درهم، فقال له العجوز : 
فأما الإثنين فهما الرجلين و أصبحوا ثلاثة مع العصا. 
و في السؤال الثاني طلب العجوز ضعفي المبلغ الأول فأعطاه ألفين فقال: 
فأما القوي فهو السمع و قد أصبح ضعيفاً، 
ثم طلب ضعفي المبلغ الذي قبله فأعطاه الوزير أربعة آلاف فقال: 
فأما البعيد فهو النظر و قد أصبح نظري قريباً. 
وعندما سأله الوزير عن السؤال الأخير إمتنع العجوز عن الإجابة حتى أعطاه الوزير مائة ألف درهم فقال:
إن الملك كان يعلم منك أنك ستأتي إلي لتستفسرني عن الذي حدث و أني سأشرح لك و أوصاني بأن لا أعطيك مفاتيح الكلام إلا بعد أن أحصل على كل ما أريد و ها قد حصلت، ثم مضى الوزير و هو مبهور بما حصل معه في ذاك النهار

كلمات البحث : 
قصص رائعه 
من روائع العرب 
دهاء العرب 
قصص جميله

1 تعليقات

  1. و .... الملك .... من نسى نعاله ..... طلع حافي ؟؟؟؟؟؟؟؟

    ماكو هيجي منطق بتأليق الروايات

    ردحذف

إرسال تعليق

أحدث أقدم